(( الصندوق الأسود ))
وقفة مع الإنسان ... وقفة مع الأطفال
(( الفنان كائن سياسي ، مستنفر دائماً وأبداً إزاء أحداث العالم ، المأساوي والملتهب منها كما الهادئ العذب ، وهو يتشكل على شاكلة تلك الأحداث .
فكيف له أن يتخذ موقف عدم الاكتراث تجاه سائر البشر ، وباسم أية برج عاجية يحق له أن ينعزل عن حياة يحملها إليه هؤلاء بكل غناها ؟ لا .
إن الرسم لم يوجد لتزيين الشقق . إنه سلاح في حرب هجومية ودفاعية ضد العدو )) .
(( بابليو بيكاسو ))
كل عام ينقضي نتوقع أن العام القادم أفضل .. لينتابنا الشعور بالتفاؤل والأمل وهانحن ودعنا عاماً مليئاً بالصراعات والمتناقضات والمشاحنات ... ودعنا عاماً من الحزن والألم ... واستقبلنا عاماً كنا نطمح أن يكون أفضل مما كان عليه العام الماضي !! لانعلم ماذا يخبئ لنا في باطن أيامه .. عاماً نتطلع فيه إلى مزيد من الاطمئنان والسلام ... والحب .
11سبتمبر 2001م لم تكن البداية ، بل سبقتها العديد من الأحداث ، حرب العراق على إيران وغزو العراق للكويت وما صاحبهما من آلام ومآسي .. سنين عدة مضت بين لبنان وفلسطين والسودان واليمن وغيرهم من بلدان عديدة طالتها أيدي العابثين ، وهانحن نعيش اليوم أسوأ أيام الظلام والدمار فيما نراه في الحرب البشــعة ضد لبنان الجريح .
ست سنوات مرت على أحداث 11 سبتمبر ، والحياة تعصف بنا من جديد ، وراح المحللون يبحثون في التعريف بظاهرة الإرهاب ، وتفند الإرهابيين ، سقطت أسماء لامعة في سماء الإعلام ، لتبنيها قضية ذلك النظام ، وبرزت أسماء أخرى لمناصرة هذا النظام ، ولم تمر كل هذه المتغيرات دون ما تتغير أطروحات المفكرين والأدباء والفنانين ، وبما أن الفن إحدى وسائل التعبير عن هموم وقضايا الأمة فقد كلفت الحكومة الاسبانية الفنان بابليو بيكاسو بعمل لوحة تمثل أسبانيا في معرض باريس الدولي ، فما كان لبيكاسو سوى التعبير عن موقفه تجاه مآسي الحرب ، فأرادها أن تكون ضد الظلم والقهر، فرسم لوحته الشهيرة ( الجورنيكا ) .
وبما أن الفن هو الإنفعال البشري الذي يتمظهر بالإبداع ، فأجزم بالقول أن الفن لابد أن يكون لصيقاً بهموم العالم ..
وأنا أحلم كإنسان وكفنان مثلما يحلم الكثيرين ، بعالم أكثر أماناً وأكثر تسامحاً ..
عالم يسوده الحب ،، بعيداً عن الضغائن والأحقاد ،،
عالم لاينسى فيه البشر أنهم بشر ..
عالم يعيش الإنسان فيه إنسان ،،
هكذا أحلم كل يوم جديد .. بعالم جميل .
هل تحلمون مثلي.... تحياتي

عبـد العظيم محمد الضــامن